نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 4 صفحه : 328
وقال قتادة :
استحقّوا الإيمان بحق فأحقّه الله لهم. وقال ابن عباس : من لم يكن منافقا فهو مؤمن
حقّا.
أخبرنا عبد
الله بن محمد بن عبد الله الرازي ، قال : أخبرنا عليّ بن محمد بن عمير قال : إسحاق
بن إبراهيم قال : حدثنا هشام بن عبيد الله قال : حدّثنا عبيد [الله هشام] بن حاتم
عن عمرو بن [درّ] عن إبراهيم قال : إذا قيل لأحدكم أمؤمن أنت حقّا ، فليقل : إنّي
مؤمن حقّا فإن كان صادقا فإنّ الله لا يعذّب على الصدق ولكن يثيب عليه.
فإن كان كاذبا
فما فيه من الكفر أشد عليه من قوله له : إنّي مؤمن حقّا. وقال ابن أبي نجيح : سأل
رجل الحسن فقال : أمؤمن أنت؟
فقال : الإيمان
إيمانان فإنّ كنت تسأل عن الإيمان (بِاللهِ
وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) والجنّة والنار والبعث والحساب فأنا بها مؤمن ، وإن كنت
تسألني عن قوله (إِنَّمَا
الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) إلى قوله تعالى (عِنْدَ رَبِّهِمْ) فوالله ما أدري أمنهم أنا أم لا.
وقال علقمة :
كنّا في سفر فلقينا قوما فقلنا : من القوم؟ فقالوا : نحن (الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا) ، فلم ندر ما نجيبهم حتّى لقينا عبد الله بن مسعود
فأخبرناه بما قالوا فقال : فما رددتم عليهم؟ قلنا : لم نرد عليهم شيئا.
قال : أفلا
قلتم أمن أهل الجنّة أنتم؟ إن المؤمنين من أهل الجنّة.
وقال سفيان
الثوري : من زعم أنّه مؤمن حقّا أمن عند الله ثمّ [وجد] أنّه في الجنّة بعد إيمانه
بنصف الآية دون النصف ، ووقف بعضهم على قوله : (أُولئِكَ هُمُ
الْمُؤْمِنُونَ).
وقال : تم
الكلام هاهنا.
ثمّ قال : (حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ) فجعل قوله (حَقًّا) تأكيدا لقوله (لَهُمْ دَرَجاتٌ
عِنْدَ رَبِّهِمْ) وقال مجاهد : أعمال رفيعة. وقال عطاء : يعني درجات
الجنّة يرقونها بأعمالهم.
هشام بن عروة :
يعني ما أعدّ لهم في الجنّة من لذيذ المأكل والمشارب وهني العيش.
وقال ابن
محيريز : (لَهُمْ دَرَجاتٌ) سبعون درجة كلّ درجة لحافر الفرس الجواد المغير سبعين
عاما (وَمَغْفِرَةٌ) لذنوبهم (وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) أي حسن [وعظيم وهو] الجنّة.